الخميس، 23 يوليو 2015

التشدد يحسنه كل أحد !

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أهلا وسهلا ومرحبا بكم أصدقائي متابعي مدونة عالم المثقف الأوفياء.
في هذه التدوينة الجديدة التي سنتطرق فيها الى أمر غاية في الأهمية وأيضا أصبح شائعا في عصرنا الحالي وهي ظاهرة التشدد .  فإذا أعجبك الموضوع لا تبخل علينا بتعليقاتك القيمة التي تفيدنا و لاتنسى مشاركة الموضوع مع أصدقائك لتعم الفائدة و يستفيد الجميع.
التشدد يحسنه كل أحد !

لا يحتاج التشدد الى فقه أو عمق في المعرفة، إنما الفقه الحق يكون في الترخص الأمين الذي يسر على الناس، ويرضى الله. وإذا استخدمنا منطوق إمام جليل مثل سفيان الثوري فقد نردد معه مقولته الذهبية: إنما الفقه الرخصة من ثقة، أما التشدد فيحسنه كل أحد!

 وهي كلمة صائبة، جديرة بأن تبقى على مر الأزمنة معلقة على الجبين الإسلامي، هادية للعقل المسلم، ومرشدة لكافة أهل الدعوة والفقه، في زمن اتعست فيه دائرة التشدد والغلو الذي نراه اليوم، وبات من المهم أن يستجلى هذا المعنى الى الأبد مدى، حتى نفتح صفحة الاعتدال واليسر التي طويت وكادت تطمس معالمها، بفعل ادعاءات وممارسات عديدة، وحتى نبرأ تعاليم الإسلام من تلك القساوة والجهامة التي تنسب إليه ظلما وبهتانا.

نعم، إن التشدد يحسنه كل أحد، ممن ضاقة معارفهم، أو ضاقت صدورهم، فما أسهل الجنوح الى المبالغات والتزيد باسم الحذر والحيطة، وما أيسر المبادرة الى الرفض والتحريم أخذا بالشبهات، واحتجاج بسد الذرائع، إنما التحدي الحقيقي، والفقه الأصيل، يتمثل إما في ضبط ميزان الاعتدال في العبادة والسلوك، أو في ذلك الجهد الذي يفتح الأبواب على مصارعها لكل خير ممكن أو لأقل قدر من المفاسد والشرور، ذلك أن كفاءة الفقيه لا تقاس فقط بقدره على الاختيار بين الخر والشر، لكنها تقاس أحيانا ببصره الثاقب في التمييز بين درجات متفاوت من الشرور، وقبول أقل من المفاسد، درئا لما هو أكبر، وأملا في تجاوز المفسدة  الى مصلحة في نهاية الأمر.

0 التعليقات :

إرسال تعليق

عربي باي