الاثنين، 8 يونيو 2015

ابن خلدون: مفكرا اقتصاديا :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، في هذه التدوينة سنتعرف إنشاء الله على أحد المفكرين الإقتصاديين العرب وهو ابن خلدون.
طرح ابن خلدون (1332-1406) في مقدمته الشهيرة كثيرا من المبادئ والأسس لكافة فروع العلم والمعرفة، لكن أفكاره العظيمة في الاقتصاديات تجعله _بحق وبجدارة_ أبا لهذا العلم، لكن هذا اللقب التشريفي قد منح لآدم سميث، ذلك المفكر الذي عرفه العالم بعد ابن خلدون بأكثر من 370 عاما.
إن ابن خلدون لم يطرح البذرة الأولى لعلم الاقتصاد التقليدي في مجالات الإنتاج والعرض والتكلفة فحسب، بل إن أفكاره كانت رائدة أيضا في مفاهيم الاستهلاك والمنفعة والطب التي تعتبر حجر الزاوية في نظريات علم الاقتصاد الحديث.

ومن المعروف أن بعض الفلاسفة الأقدمين قد تناولوا هذا الموضوع إلا أن أفكارهم كانت بسيطة ساذجة بدائية، فقد تحدث أفلاطون _مثلا_ عن مبدأ التخصص، وتقسيم العمل، واستطاع المصريون القدماء أن يطبقوا هذه المقولة عمليا في نحتهم للمسلات، خصوصا في عهد الأسرة الثامنة عشرة قبل الميلاد، وذلك برفعهم مستوى الإنتاجية لساعة العمل الواحدة، كما حاول أرسطو أن يعرف علم الاقتصاد ويحدده، ويطرح بعض التحليلات في استعمال المال ومبادئ التبادل.

لكن ابن خلدون استطاع في نظرية الضرائبية أن يطور أفكار طاهر بن الحسين (775-822) التي كان قد كتبها لابنه _حاكم خرسان في ذلك الوقت_ وأوصاه أن يعمل بها.

وقد كان لهذه النظرية أثرها البالغ على سياسة الاقتصاد المعاصر حتى داخل الولايات المتحدة الأمريكية نفسها، ولعل هذه الدراسة المتواضعة تكون مجرد محاولة جادة لرد الاعتبار لهذه الشخصية العربية الفذة التي كان عمل الاقتصاد قبلها مجرد مجموعة من الأفكار المشتتة الساذجة المبعثرة التي حولها ابن خلدون إلى ثروة فكرية منظومة.            

0 التعليقات :

إرسال تعليق

عربي باي